مقالات

الولاء والانتماء للوطن

بقلم د. تركي  العيار
تحتفل المملكة العربية السعودية يوم الخميس 23/9/2021م بذكرى اليوم الوطني الحادي والتسعين تحت شعار(هي لنا دار) هذه الذكرى المجيدة الخالدة العزيزة على قلوبنا جميعا ، و التي وحد من خلالها المؤسس البطل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود و رجاله من المواطنين المخلصين الأوفياء البلاد المترامية الأطراف والقبائل المتناثرة في ربوع البلاد شرقها و غربها وشمالها وجنوبها و لم الشمل بعد الشتات والفرقة تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله ) و باسم المملكة العربية السعودية و ذلك بتاريخ 23/9/1932م.ويسرني بهذه المناسبة السعيدة أن أرفع أسمى آيات التهاني و التبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله ، وإلى جميع الأسرة المالكة الكريمة ، وإلى الشعب السعودي الوفي. سائلاً المولى القدير أن يحفظ وطننا و قيادتنا الرشيدة من كل مكروه و سوء ، و أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان و الاستقرار و الإزدهار.
من خلال التوحيد التاريخي الهام الغير مسبوق عالميا أرسى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله القواعد الراسخة والمتينة والقوية للأمن و الأمان و والذي يعد محور مهم و أساسي للإستقرار ، و مهد الطريق الصحيح لخطوات التقدم والنمو ، وواصل أبنائه الملوك من بعده سعود وفيصل و خالد فهد و عبدالله يرحمهم الله مشوار النمو قدما وبشكل متنامي سريع حتى وصلنا إلى العهد الحالي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز يحفظهما الله. عهد النهضة حيث شهدنا قرارات تاريخية غير مسبوقة في تاريخ المملكة كالسماح للمرأة بقيادة السيارة ، و عمل العديد من الإصلاحات الإدارية و الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية و الترفيهية والعدلية بمعنى إصلاحات شاملة أتخذت بعد دراسات مستفيضة تضمنت دمج وزارات و إلغاء وزارات و إنشاء وزارات و هيئات ولجان جديدة تصب كلها في مصلحة الوطن و المواطن و تتواكب مع رؤية المملكة 2030 التي انطلقت عام 2016م ، مع الأخذ في الإعتبار المتغيرات على الساحة الإقليمية والدولية أمنيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا و إعلاميا. نلمس الآن بالفعل مشاريع ضخمة انطلقت من هذه الرؤية المباركة كمشروع نيوم والعلا والبحر الأحمر والقدية. بجانب السير حثيثاً نحو التحول الرقمي والحكومة الرقمية الذكية وقطعنا شوطا طويلاً في ذلك ، بل حققنا و لله الحمد نجاحات و مراتب متقدمة في هذا المجال.
الحديث عن اليوم الوطني في ذكراه الحادية و التسعين حديث لا يتوقف فمهما قلنا و كتبنا وعبرنا خلال 91 عاماً من النقلات التنموية و الإنجازات الباهرة يستحيل رصد كل شي و تذكره و توثيقه ، بل نأخد من هذا الكم الهائل الذي عشناه و عايشناه جزء يسير يدلل بوضوح على قوة الإرادة والعزيمة و الإصرار وحجم العمل وجودة الإنجاز كماً وكيفاً في كل المناحي الاجتماعية والصحية والتعليمية والثقافية والاقتصادية حتى تبوأنا ولله الحمد مكانة رائدة عالميا واصبحنا عضو رئيسي وفعال في مجموعة قمة العشرين ، كأول أول دولة عربية ، وتبوأنا أيضاً بجدارة واستحقاق المركز الثاني عالميا في مواجهة جائحة كورونا سبقنا بذلك الدول الصناعية المتقدمة كأمريكا و بريطانيا و فرنسا وألمانيا وغيرهم. من المحاور المهمة التي تستحق التنويه لصلتها المباشرة بهذا الحدث السنوي الكرنفالي العظيم ، الولاء والانتماء للوطن ، والذي يعد بلا شك المحرك الحقيقي والفعلي  لوجدان و مشاعر الشعوب تجاه أوطانهم.  فالانتماء هو ذلك الشعور والسلوك الذي يمتلكه الشخص نحو بيئته ومن حوله ووطنه وايمانه بهم وتوحده معهم. فمفهوم الانتماء الوطني بطبيعة الحال وراثي يولد مع الفرد من خلال ارتباطه بوالديه وبالأرض. وهو مكتسب بحكم الواقع حيث ينمو ويترعرع وينشا منذ نعومة اظفاره ويرتبط بالوطن من خلال مؤسسات المجتمع وما يحيط به من عوامل طبيعية وصناعية. كذلك الانتماء يعمل على بناء وتنمية العلاقات الاجتماعية السليمة والولاء يعمل على جعل الانتماء واقعا وحقيقة ثابتة ، حيث يمثل الولاء المدخل الحقيقي للانتماء فبدون الولاء يصبح الانتماء شكليا ومظهريا وبالتالي يتم تفريغ العلاقات الاجتماعية من مضمونها.يجب التأكيد على أن الانتماء والولاء للوطن فطرة سليمة ومن القيم السامية النبيلة ، ولقد ظهرت الكثير من مضامين و دلالات و معاني الانتماء الوطني الجيدة من خلال الشحنات الوجدانية الإيجابية لدى المواطنين كمظاهر الإحتفال بهذه المناسبة السعيدة على مستوى الأفراد والمؤسسات ، والدفاع عن الوطن في حسابات الأفراد الشخصية في شبكات التواصل الاجتماعي.لذلك من الطبيعي أن تحرص كافة المجتمعات على تعميق الشعور بالولاء والانتماء لدى شبابها بكافة الوسائل و الطرق ، وبالذات في المناهج الدراسية و عبر وسائل الإعلام لأنه يمثل حجر الزاوية في حياة تلك المجتمعات واستقرارها وتماسكها ، بل ومن الدوافع المهمة لاستقرارها وتقدمها ورقيها ، نظرا لأن الشباب يشكلون النسبة الأكبر من إجمالي السكان.
يجب أن ندرك بأن الانتماء والولاء للوطن ليست كلمات وعبارات  وشعارات تقال للاستهلاك الإعلامي بل هي أفعال حقيقية وملموسة عديدة تقدم للوطن بكل حب و تفاني و إخلاص تصل الى حد التضحية بالنفس والمال ، مثل ما يقوم به جنودنا البواسل في الحد الجنوبي  في الدفاع عن الوطن الله يحفظهم و ينصرهم. فوطن لا نخلص له و لا نحميه لا نستحق العيش فيه.
دام عزك يا بلادي ، كل عام والوطن بألف خير و سلامة و عزة و شموخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى