أخبار عامة

مقال حصري لموقع جلف تك :دور “الهاشتاج” في تعزيز قدرات المستخدمين الإبداعية والارتقاء بها نحو مستوى أفضل في صناعة المحتوى

يلعب الهاشتاج دوراً مهماً في كيفية تشغيل منصات وسائل التواصل الاجتماعي اليوم. بل إنه يمثّل الطريقة الرئيسية التي من خلالها يتمكن صانعو المحتوى من العثور على مقاطع الفيديو والمحتوى الذي يهتمون به، والانضمام إلى جلسات الدردشة والنقاشات التي تستهويهم، والأهم من ذلك، تكوين مجتمعات تزخر بالعديد من الاهتمامات والميول المشتركة.
إذاً، ما هو مفهوم الهاشتاج، وكيف يتم استخدامه من قبل صانعي المحتوى؟
يلعب الهاشتاج دوراً في جعل المحتوى قابلاً للاكتشاف من خلال تصنيفه في قوائم يسهل تصفحها والتجول فيها. ومن خلال تضمين أي هاشتاج متبوعاً بكلمة رئيسية في منشور ما، سيتم عرض جميع المعلومات والأنشطة ذات الصلة. وبهذه الطريقة، يصبح الهاشتاج مركزًا لعدد لا حصر له من الموضوعات في جميع أنحاء العالم، مما يتيح لصانعي المحتوى متابعة الموضوع محل اهتمامهم، فضلاً عن توسيع نطاقه من خلال مشاركة المعلومات المألوفة، والمساهمة في تحفيز تبادل المعلومات.
ومن خلال خوض تجربة البدء بإنشاء الهاشتاج الخاص بك، ربما يكون بمقدورك زيادة الوعي حول بصمتك الشخصية وشركتك وحتى التأثير على جمهور متابعيك لمناقشة الأحداث أو الموضوعات الرئيسية التي لم يتم التطرق إليها من قبل.
على سبيل المثال، كان الهاشتاج #Heforshe الذي أطلقته إيما واتسون والأمم المتحدة، بمثابة حملة نشطة شجعت آلاف الرجال على تقديم المزيد من الدعم للنساء في حياتهن. وفي حال تمكنت من التوصل إلى فكرة تحدي من خلال الهاشتاج، مثل #Icebucketchallenge الذي ينتشر بسرعة كبيرة، فيمكنك اكتساب تصور دقيق حول القيم التي يتشاركها الناس في جميع أنحاء العالم ويستمتعون بها. وما أن تصبح هذه التصورات متوفرة لديك، فهذا بالطبع سيساعدك على إنشاء محتوى أفضل بكثير على صفحتك، وهو ما يشكل محفزاً قوياً على المشاركة وجذب تفاعل واستجابة الجمهور.
يُعدّ الهاشتاج من إحدى الأدوات الرئيسية والأكثر أهمية بالنسبة لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، ليس فقط للتأثير على السلوك وحسب، بل أيضاً لاكتساب فهم واضح حول الأفكار التي يهتم صانعو المحتوى بالاستعانة بها لمناقشة موضوع معين. فيما يلي ثلاث طرق ينبغي عليك التأكد من استخدام هاشتاج لأجلها:
كن أكثر كفاءة في تحديد اتجاه المحتوى السائد
إن الميزة الأبرز لتحديات الهاشتاج ربما تكون في تزويد صانعي المحتوى والمشاهدين بالقدرة على استكشاف الاتجاهات الناشئة على الفور، ومعرفة تلك التي تهيمن حالياً على كل من المنصة والثقافة الشعبية.
قبل ذلك، كان الأمر يتطلب من صانعي المحتوى قضاء ساعات طويلة لمعرفة المحتوى الذي سيكون له صدى لدى جمهورهم وإنشاء محتوى بكمّ هائل بحيث يصبح البعض منه شائعاً والبعض الآخر لا يلقى أي استجابة أو تفاعل على الإطلاق. واليوم، يمنح الهاشتاج صانعي المحتوى فرصة مواتية لتقليل الوقت الذي يقضونه في البحث عن الاتجاهات السائدة، وبدلاً من ذلك، قضاء المزيد من الوقت في صناعة المحتوى.
تصادف شهر أبريل لهذا العام 2022 مع شهر رمضان المبارك، وبالتالي، هناك أربعة هاشتاجات شائعة يجب على صانعي المحتوى البحث عنها:

TipsRamadan (من 9 إلى 15 أبريل) – حيث يتمكن المستخدمون من خلاله اكتشاف ومشاركة الحقائق والمعلومات والمعرفة الشخصية التي يمكن أن تشمل التعاليم الدينية والنصائح المالية ونصائح التغذية والنصائح الصحية العامة التي يمكن اتباعها خلال شهر الصيام.

#EntertainmentRaya(16 إلى 22 أبريل) – بحيث يتمكن المستخدمون من خلاله إعادة اكتشاف أغاني المطربة رايا ومقاطع الفيديو الموسيقية والأفلام والبرامج الأخرى وغيرها من مقاطع الفيديو المضحكة واستكشاف مقاطع فيديو ترفيهية جديدة ذات صلة بشهر رمضان.

GayaRaya (23 إلى 29 أبريل) – بحيث يركز تحدي الهاشتاج هذا على محتوى الموضة والجمال الذي سيلهم المستخدمين لإضفاء طابع من البهجة والمرح على مناسباتهم واحتفالاتهم.

#RancakRaya (29 أبريل إلى 8 مايو) – حيث بإمكان العلامات التجارية والمستخدمين الاستفادة من هذا الهاشتاج لنقل رسائلهم وتهانيهم بالعيد وتحياتهم إلى جماهيرهم.

وبالإضافة لذلك، يتم أيضاً إنشاء هاشتاجات على منصات التواصل الاجتماعي، والتي غالباً ما تكون أكثر ملاءمة ومواكبة لميول قاعدة مستخدميها. ونرى أيضاً على منصات إنشاء وبث مقاطع الفيديو القصيرة مثل “لايكي”Likee ، هاشتاجات مثل # ستايلرمضاني وطاولةالفطور # وحكمةمسلم #ومسلسلرمضاني #، وهي عبارة عن بيئات جذابة يشارك فيها صانعو المحتوى مجموعة متنوعة من المحتويات المفيدة ذات الصلة بالشهر الكريم. يشمل ذلك كل شيء بدءاً من تراث التقاليد العريقة التي تعكس جوانب مختلفة من الثقافات، ومشاركة العادات والممارسات العائلية أثناء وقت الإفطار. والأهم من ذلك، أن صانعي المحتوى ومستخدمي “لايكي” Likee ينتهزون فرصة حلول موسم رمضان لتثقيف بعضهم البعض حول الحكمة التي اكتسبوها في حياتهم. كما أن الهاشتاج يجعل من السهل على المشاهدين تصفح واستكشاف قنوات “لايكي” والعثور على الفوائد التي يبحثون عنها.
مع امتلاك صانعي المحتوى الآن القدرة على تحديد نوع الهاشتاجات التي يرغبون بالبحث عنها، أصبح بمقدورهم اليوم دراسة وإنشاء ومواءمة المحتوى المناسب خلال تلك الفترات المحددة. ومن شأن ذلك أن يتيح لهم التواصل والتفاعل بشكل أكبر مع جمهورهم المستهدف، إلى جانب أنه سيساعدهم في اكتساب شهرة واسعة من حيث القدرة على صناعة محتوى فريد وملائم بطريقة فعالة للغاية وفي الوقت المناسب.
كيف تصبح نجماً محلياً ومبتكراً لاتجاهات الموضة
يعد زاك كينج، وهو شخصية أمريكية على الإنترنت وصانع أفلام وساحر، أحد أبرز صانعي الفيديوهات القصيرة في العقد الماضي. تعد “ماجيك فاينز” من أشهر أعمال زاك كينج الذي بدأ بنشر مقاطع فيديو على “يوتيوب” في عام 2008 و”فاينز” في عام 2013. ومنذ ذلك الحين، جمع ما يقرب من 100 مليون متابع عبر جميع المنصات.
على الرغم من أنه أحدث تأثيراً هائلاً لسنوات طويلة مضت، إلا أن إلهامه لايزال حاضراً بقوة حتى اليوم. يستخدم صانعو المحتوى هاشتاج #ZachKing حتى يومنا هذا لإنشاء محتوى مستوحى من أسلوب مونتاج ومحتوى زاك. ويستخدم هؤلاء التكنولوجيا والفلاتر الحالية لإعادة إنشاء المحتوى الذي جعله مشهوراً طيلة حياته المهنية في صناعة الأفلام.
وفضلاً عن ذلك، إن صانعي المحتوى الجدد الذين تقع أعينهم عن طريق الصدفة على أحد هاشتاجات (#Hashtag) زاك، بإمكانهم التعرف عن كثب على أسلوبه، وتسخير مهاراتهم وقدراتهم باستخدام الكاميرات والهواتف والبرامج الحالية لإنشاء مقاطع فيديو جذابة تسرد قصصاً ذات صلة بالواقع بطابع ترفيهي. وهذا بدوره يؤدي إلى قيام المبدعين بصياغة أسلوبهم الفريد، وكسب أعداد هائلة من المتابعين الذين قد يشكلون منصة مواتية لإبراز وصقل إمكاناتهم الإبداعية المتميزة ونموهم على أي منصة تواصل اجتماعي.
أضف أفكاراً وتصورات فريدة من خلال المشاركة في تشكيل الاتجاهات العالمية الجديدة
شهد الربع الأخير من عام 2021 نجاحاً ساحقاً وغير مسبوق للمسلسل التلفزيوني الشهير “لعبة الحبار” (سكويد جيم). وعلى مدى فترة زمنية قصيرة، تم إنشاء العديد من حسابات المستخدمين و”الهاشتاجات” ذات الصلة بفكرة المسلسل عبر مجموعة متنوعة من منصات التواصل الاجتماعي، والتي حظيت جميعها بكم هائل من المتابعات، مما شجع هذه المنصات على اعتماد مزايا وفلاتر وأصوات جديدة.
ومن خلال إنشاء مقاطع فيديو قصيرة “ريلز” باستخدام فلاتر الضوء الأحمر والأخضر على الانستجرام، كان من الواضح للغاية بأن “لعبة الحبار” قد وجدت طريقها نحو ذكريات الطفولة في نفس كل شخص شاهدها، لا سيما من خلال استخدامها لألعاب الطفولة الكلاسيكية. كما أن ما تتسم به الألعاب من الألفة والبساطة جعل من السهل على المشاهدين الدوليين من مختلف الثقافات والخلفيات فهم المحتوى المستوحى من مسلسل لعبة الحبار الذي يتم إنشاؤه والاستمتاع به، بالإضافة إلى المساهمة كمشاركين نشطين على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال إضافة الإعجابات والتعليقات والمشاركات ومقاطع الفيديو الخاصة بهم.
وعلى غرار الاتجاهات القديمة المستوحاة من المسلسل، تعد منصة مقاطع الفيديو القصيرة “لايكي” أيضاً واحدة من المنصات التي استمتع مستخدموها بمشاهدة المحتوى الترفيهي إلى أبعد الحدود، وتمكنوا كذلك من استعراض إمكاناتهم الإبداعية وحماسهم لهذا الاتجاه. بدأ الأمر بتحدي قرص العسل أو حلوى الـ “دالغونا”، حيث يتوجب على المستخدمين محاولة رسم واحد من الأشكال الأربعة لحلوى الـ “دالغونا” الشهيرة باستخدام أنوفهم فقط. وقد حقق هاشتاج تحدي # قرص_العسل على “لايكي” أكثر من 8 ملايين مشاهدة حتى الآن.
لقد أتاح الهاشتاج ومقاطع الفيديو القصيرة التي تم بثها على وسائل التواصل الاجتماعي التقاء مجموعة متنوعة من الثقافات من جميع أنحاء العالم وربطها معاً بطريقة أكثر فاعلية، في حين ساهمت في كسر جميع الحواجز الفاصلة بينها، سواء كانت اللغة أو المجتمع أو الحالة الاجتماعية أو غير ذلك. عندما بدأ الوباء في الانتشار، استخدم الناس في جميع أنحاء العالم هاشتاج: #Covid19 للتعبير عن مشاعرهم بشأن الأزمة وطرح نقاشات ذات صلة بذلك على وسائل التواصل الاجتماعي. كان الجميع يعانون من نفس المشكلة، لذلك حظي الهاشتاج بدعم من المجتمع العالمي وأتاح التواصل فيما بينهم.
وبالحديث عن “لايكي”، لم يسمح مستخدمو المنصة للتحديات والصعوبات الناشئة عن الوباء بالتأثير على مستوى قدراتهم الإبداعية. وبدلاً من ذلك، رأى صانعو المحتوى في أزمة كوفيد 19 فرصة للتقارب وتبادل المشاعر الإيجابية مع العالم من خلال الكوميديا والتعليم، بل حتى رفع مستوى الوعي بين الناس في الأماكن التي هي بأمسّ الحاجة لذلك.
يمثّل الهاشتاج وسيلة استثنائية للأفراد من جميع أنحاء العالم للاستكشاف والمعرفة والتعلم. وبإمكان المستخدمين تأسيس علاقات مع أفراد ينحدرون من بلدان لم يسمعوا بها من قبل ويتبعون نمط حياة مختلف كلياً. وبمقدور الشركات أيضاً استخدام الهاشتاج على منصات مثل “لايكي” لتحويل الأنظار نحو مجتمعات الإنترنت التي تحظى بأهمية عالمية، ومواءمة استراتيجياتها لجذب المجتمع المستهدف على نطاق واسع.
إن قوة الهاشتاج والمحتوى الذي يصنعه المستخدمون، وكذلك مقاطع الفيديو القصيرة هي في الواقع قوة حقيقية ومؤثرة، كما أن الفرص التي تتيحها لتحفيز الأفراد على استكشاف عروض وتجارب وأعمال وأفراد وثقافة جديدة وغيرها المزيد تعد شيئاً رائعاً بالفعل. وبإمكان المرء التكهن بما ستجلبه لنا الظاهرة العالمية المقبلة، غير أنه بمقدورنا توقع رؤية عالم مستمر في تسريع وتيرة الابتكار وسرد القصص من خلال الهاشتاج ومقاطع الفيديو القصيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى