أخبار عامة

جمع تبرعات بقيمة 4,7 مليون يورو في سباق “وينغز فور لايف” العالمي

كان العالم بأسره يتحرك جنباً إلى جنب في 8 مايو، يجري ويسير ويتنقّل بقلب واحد يداً بيد من أجل قضية إنسانية: 161,892 مشاركاً من 192 دولة في سباقات في 165 بلداً في مختلف بقاع الأرض، كانوا حاضرين في النسخة السنوية التاسعة من سباق “وينغز فور لايف” العالمي. ونجح العداؤون والمشاركون على الكرسي المتحرك في جمع إجمالي 4,7 مليون يورو مخصصة للأبحاث الهادفة الى إيجاد علاج لإصابات النخاع الشوكي، من خلال رسوم المشاركة والتبرعات. وكان الفوز من نصيب كل من جو فوكودا (اليابان، 64,43 كلم، فوكووكا/اليابان) ونينا زارينا (روسيا، 56 كلم، سانتا مونيكا/الولايات المتحدة) في فئتَي الرجال والسيدات على التوالي لسباق العام 2022.
وقالت المديرة التنفيذية لـ”وينغز فور لايف” أنيتا غيرهاردتر: “عندما يتّحد ناس كثر، تحصل أمور عظيمة”. وأضافت: “أشعر بالامتنان الكبير لرؤية هذا العدد الكبير من الناس الذين خرجوا ليركضوا في سبيل قضيتنا اليوم. لقد خطونا خطوات كبيرة خلال السنوات الماضية في اتجاه إيجاد علاج لإصابات النخاع الشوكي، وبفضل المشاركين اليوم، سنواصل تمويل علماء متميّزين في رحلتهم”.
وشهدت النسخة التاسعة من سباق “وينغز فور لايف” العالمي انضمام الآلاف من المشاركين المتحمّسين إلى الحدث، بشكل منفرد من خلال التطبيق أو ضمن مجموعات منظّمة في 217 فعاليّة أقيمت بفضل التطبيق، مع انطلاق المشاركين سوياً قبل أن تلحق بهم سيارة المطاردة الافتراضية.
وقال فوكودا: “رؤية صديقي إليود كيبتشوغي يعمل على جعل العالم مكاناً أفضل من خلال هذا السباق شكّلت مصدر إلهام بالنسبة لي لكي أتمثّل به وأقوم بالجري بدوري”، في إشارة منه إلى العمل الخيري لعداء الماراثون الكيني. وأضاف فوكودا: “أردت هذا العام أن أتحدى ذاتي وأن أفوز بالمركز الأول، لذا أنا في غاية السعادة”.
أما نينا زارينا التي ركضت بشكل فردي من خلال التطبيق وفازت في سباق “وينغز فور لايف” العالمي للمرة الرابعة على التوالي فقالت: “أنا سعيدة جداً للفوز في سانتا مونيكا اليوم”. وتابعت: “ليس من السهل الجري لمسافة 55 كيلومتراً بشكل منفرد، لكنني سعيدة جداً لأنني وجميع العدائين عدنا للجري من جديد”.
وتحت الشمس الساطعة في القاهرة والمطر في نيويورك وحبّات البَرَد في كرواتيا والثلج في السويد، كانت الأحوال الجوية متنوّعة إلى حد بعيد في سباق “وينغز فور لايف” العالمي. وسُجّلت أقصى درجات الحرارة في مدينة جايبور الهندية (42 درجة مئوية) بينما كانت أدناها في نوسواغ في غيرنلاند (8 تحت الصفر)، بحسب الجهة الرسمية للأرصاد الجويّة “يوبيمت”. وهذا الاختلاف الكبير شمل كذلك التوقيت المحلي، فالمشاركون عالمياً انطلقوا في الساعة 11:00 قبل الظهر بتوقيت غرينتش، وفي بعض المواقع مثل مدينة أوكلاند النيوزيلندية، كان ذلك يعني أن العدائين قاموا بالركض ليلاً، في حين كان السباق صباحياً بالنسبة لسكان لوس أنجلوس ومكسيكو. أما بالنسبة لأوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط فكان السباق في منتصف النهار. وأروع ما في السباق الأكبر والأوسع في العالم أنْ بغض النظر عن موقع العدائين وأهدافهم الشخصية، كانوا جميعاً جزءاً من قضية كبرى ومميّزة.
ومنذ العام 2014، شارك إجمالي 1,086,988 شخصاً في السباق العالمي الخيري. وقد تسجل المشارك الرقم مليون وركض هذا العام في السباق الرئيسي في مدينة زوغ السويسرية، حيث حمل بفخر رقمه الذهبي على قميصه عند خط الانطلاق. وتم عبور مسافة إجمالية بلغت 10,266,768 كيلومتراً منذ الحدث الأول، والأهم أن مجموع 38 مليون يورو قد تم جمعها للأبحاث. والجدير بالذكر أن جميع العائدات الناتجة عن بدل الاشتراك والتبرعات من المشاركين تعود بنسبة 100% لتمويل الأبحاث الخاصة بالنخاع الشوكي وللمساعدة على إيجاد علاج لإصابات النخاع الشوكي.
وتدعم مؤسسة “وينغز فور لايف” مشاريع أبحاث واعدة مثل دراسة سريرية في سويسرا للتحفيز الحركي تسمّى “ستيموليشن موفمنت أوفرغراوند” (STIMO)، والتي دعمتها منذ البداية. وقد مكّنت رجلَين مشلولَين، هما السويسري ديفيد مزي والإيطالي ميشال روكاتي من المشاركة في سباق “وينغز فور لايف” العالمي بمجهودهما الخاص ومن دون كرسي متحرك.
وثمة مثال رائد آخر هو دراسة سريرية في الولايات المتحدة مسماة “ريسيت” (RESET) تم تمويلها بمبلغ سبعة ملايين دولار. وتهدف هذه الدراسة إلى تحفيز الأعصاب التالفة على إعادة النمو والتواصل لدى المرضى الذين يعانون من إصابات مزمنة في النخاع الشوكي.
وسيشكل حدث العام المقبل من سباق “وينغز فور لايف” العالمي نسخة خاصة. وسيقام السباق العاشر في 7 مايو 2023، وقد بدأ التسجيل لهذا الحدث البارز منذ الآن، والكثير من المشاركين تسجلّوا فوراً، مباشرة بعد السباق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى